خلف بن هشام البزار البغدادى


1-            خلف بن هشام البزار البغدادى
تقدمت ترجمته عقب ترجمة حمزة الزيات باعتباره راويا عن حمزة، فلنترجم هنا لراويته إسحاق وإدريس، لأنه هنا إمام نظرا لاختياره[1] .
وتوفي خلف في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ومولده سنة خمسين و مائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة وكان أماما كبيرا عالما ثقة زاهدا عابدا روينا عنه أنه قال: أشكل على باب من النحو فانفقت ثمانين ألفاحتى عرفته، قال أبو بكر ابن اشته: إنه خالف حمزة يعنى في اختياره في مائة وعشرين حرفا (قلت) تتبعت اختياره فلم أره يخرج عن قراءة الكوفيين في حرف واحد بل ولا عن حمزة والكسائى وأبى بكر إلا فى حرف واحد وهو قوله تعالى في الأنبياء ( وحرام على قرية ) قرأها كحفص والجماعة بألف وروي عنه أبو العز القلانسى في إرشاده السكت بين السورتين فخالف الكوفيين[2].
وأشهر رويته: 1-أسحاق       2- أدريس
1- أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبدالله المروزي، وكان قيمًابالقراءة.
توفيِ إسحاق بن إبراهيم فيِ سنة ست وثمانين ومائتين[3]
2-أبو الحسن إدريس بن عبدالكريم الحداد البغدادي، مقرئ العراق، قرأ على خلفٍ البزار، وتصدر للإقراء، ورحل الناس إليه.
وحدث عن: عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ومصعب الزبيي، وطبقتهم.تلا عليه القرآن الكريم: أبو الحسين أحمد بن بويان، وأحمد بن حمدان، والحسن بن سعيد المطوعي، وغيهم.
وروى عنه: النجاد، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن مجاهد، وأبو بكر القَطيعي، وآخرون.
وسئل عنه الدارقطني، فقال: ثقة، وفوق الثقة بدرجة.
وقال أحمد بن المنادي: كتب الناس عنه؛ لثقتِه وصلاحه
 توفِي يوم عيد الْأضحى، سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وله ثلاث وتسعون سنة [4].
هؤلاء الأئمة وأمثالهم هم الذين خدموا الأمة الإسلامية، وحافَظوا على القرآن والسنة.
قال الإمام السيوطي  )رحمه الله(  عن هؤلاء الأئمة  ) رحمهم الله(: لما اتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق، قام جهابذة الأمة، وبالغوا فِي الاجتهاد، وجمعوا الحروف والقراءات، وعزوُا الوجوه والروايات، وميزوا الصحيح والمشهور والشاذ بأصول أصَّلوها، وأركان فصَّلوها.
فأول من صنف فِي القراءات أبو عبيد القاسم بن سلام، ثم أحمد بن جبير الكوفِى، ثم إسماعيل بن إسحاق المالكي صاحب قالون، ثم أبو جعفر بن جرير الطبري، ثم أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجواني، ثم أبو بكر بن مجاهد، ثم قام الناس فِي عصره وبعده بالتأليف فيِ أنواعها، جامعًا ومفردًا، وموجزًا ومسهبًا، وأئمة القراءات لا تحصى.
وقد صنف طبقاتهم حافظ الإسلام أبو عبدالله الذهبي، ثم حافظ القراءات أبو الخير ابن الجزري. وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين[5].


[1] عبد الفتاح القاضى، تاريخ القراء العشرة ...،ص. 66.
[2] أبى الخير ، النشر في القراءات العشر ...،ص. 191.
[3] نجيب الدق، أصحاب القراءات العشر للقرآن...،ص. 20.
[4] نجيب الدق، أصحاب القراءات العشر للقرآن...،ص. 21.
[5] نجيب الدق، أصحاب القراءات العشر للقرآن ...،ص. 19-20.

Komentar

Postingan Populer